حصري النور نيوز | شكري سرحان والتحرر من أسطورة “الفتى الوسيم”

عزيزي الزائر، نرحب بك في موقع “النور نيوز”، وجهتك المثلى للاطلاع على أحدث الأخبار وأهم المعلومات الموثوقة، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، بالإضافة إلى تغطية شاملة للأحداث الرياضية. نسعد بتقديم محتوى متميز يلبي تطلعاتك.
شكري سرحان والتحرر من أسطورة “الفتى الوسيم” – النور نيوز


“ممثل عابر للأدوار، ينتقل بين البساطة والتعقيد بمهارة استثنائية”، هكذا وصف الكاتب سامي السلاموني أداء الفنان الراحل شكري سرحان، الذي يُعد واحدًا من أعظم نجوم السينما المصرية، فاستطاع “شكري سرحان” تشكيل جزءًا كبيرًا من هوية السينما المصرية؛ لاعتباره رمزًا للتمثيل الواقعي والاستثنائي، بالإضافة لقدرته على التنوع الكبير في الأدوار، فتارة ترى فيه الشاب الريفي الساذج الذي يتعرض للاستغلال، وتارة أخرى “اللص” الذي يسعى للانتقام وتحقيق العدالة، ثم يتحول لـ النٌبل والفروسية في دور آخر؛ ليستطيع “شكري سرحان” بجدارة الخروج من قالب “الفتى الوسيم” الذي عاش فيه أبناء جيله، لـ أيقونة التمثيل الواقعي.

محطات في حياة شكري سرحان 

شكري سرحان وفقا لما رصده موقع تحيا مصر  شابًا بسيطًا جاء للقاهرة من محافظة الشرقية من أجل تحقيق حلم يراه ويلمسه، ليبدأ مسيرته بدور صغير في فيلم “لهاليبو”عام 1949 مع نعيمة عاكف، ولم يكن وقتها يعلم العاملين معه أنهم في صدد ميلاد نجم كبير، ليقدم له القدر الفرصة بتعاونه مع المخرج الكبير”صلاح أبوسيف”؛ ويقدمه في فيلم “شباب امرأة” مع تحية كاريوكا، ليلعب “شكري” دور يتسم بالتعقيد والتناقض الشديد بـ دور”إمام” الطالب الريفي الساذج القادم من الريف للقاهرة من أجل الدراسة، ويسقط فريسة للاستغلال الجسدي من امرأة تكبره سنًا، ليستطيع “شكري سرحان” في هذا الفيلم إثبات موهبة عالية وتجسيد تناقضات الشخصية ببراعة. 

شكري سرحان 

شكري سرحان يبتعد عن نموذج الشاب الوسيم 

وبالحديث عن شكري سرحان لا يمكننا إغفال دقة اختياره وتعاونه مع كبار الكتاب، فلم يكن “شكري سرحان” كأبناء جيله يحرص على الظهور بمظهر الشاب الوسيم الذي يجذب الفتيات بنظرة خاطفة ويقعن في غرامه، بل كان يبحث عن سحر الكلمة في السيناريو التي تجعل منه شخصًا متجددًا في أدواره، بالإضافة لتسليم نفسه لكبار المخرجين لـ يُبدع في أدوار مختلفة ويرتدي وجهًا جديدًا في كل دور يقدمه. 

شكري سرحان 

وتعاون “شكري سرحان” مع أهم المخرجين آنذاك مثل صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وكمال الشيخ، بالإضافة لتجسيده روايات أيقونية في الأدب مثل فيلم “اللص والكلاب” التي تستند على ذات الرواية للكاتب العالمي نجيب محفوظ، فأصبح فتى الشاشة الوسيم رمزًا للأداء الواقعي البسيط. 

شكري سرحان وقضايا الفقر والفساد 

ولعل ما جعل شكري سرحان أكثر قربًا من الجمهور، هو حرصه على أداء تلك الأدوار التي تٌعالج قضايا الفقر والطبقة والفساد، وكذلك الثورة على العجز والظلم التي مارسته السلطة آنذاك، فنجد فيه “أبوالعلا” الفلاح البسيط الذي يتعرض للبطش من العمدة الذي يسعى للاستيلاء على زوجته في فيلم “الزوجة الثانية”، ليقدم قالب بسيط يتسم بالدراما الاجتماعية، ونجد فيه أيضًا “اللص سعيد مهران” الذي يُعد أيقونة للثورة على الظلم والسعي للانتقام من الفساد، ليخلد “شكري سرحان” بهذا الفيلم اسمه بين أفضل النجوم الذين أدوا الأداء الواقعي، ويصبح الفيلم ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية. 

وبالحديث عن الأفلام التي حازت مكانة بين أفضل أفلام السينما الواقعية، فسنجد اسم شكري سرحان ضمن 6 أفلام حققت احتلت مكانة بين أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، وهم شباب امرأة وبين الإطلال واللص والكلاب، وكذلك الزوجة الثانية وفيلم رد قلبي والناصر صلاح الدين، كما استحوذ على جائزة أفضل ممثل لعدة مرات، بالإضافة للعديد من تكريمات المهرجانات المصرية والدولية، ولعل أفضل تكريم حاز عليه “شكري سرحان” هو استمرار ذكر اسمه كأحد أفضل الفنانين الذين جسدوا الشخصيات بواقعية شديدة وبعيدة عن التصنع.

وربما نتفق أو نختلف عزيزي القارئ على موهبة شكري سرحان، وهذا ليس بجديد على الجمهور ولا يسئ للفنان أو للجمهور الذي يعبر عن رأيه، لأن جوهر السينما دائمًا يكمن في الاختلاف، إلا أننا لا يمكننا إنكار النجاح الكبير الذي صنعه شكري سرحان وتفوقه على أبناء جيله، فسر استمرارية شكري سرحان وتأثير أعماله حتى بعد وفاته، هو شعور الجمهور بقربه الكبير منهم وتجسيد حياتهم وأحلامهم الضائعة في أعماله؛ ليشكل بأعماله جزءًا كبيرًا من هوية السينما المصرية.





التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *